نطقت الرمال فتحرك الصوت

أقدم عملاً فنياً مستوحى من الدور المتطور للمرأة في المجال العام في بلدي، ورحلتها المستمرة لإعادة تعريف كل من المساحة المادية التي تسكنها والسرديات التي حددتها تاريخياً.

 

في مفهومي لنطقت الرمال فتحرك الصوت، أرسم أوجه التشابه بين عملي الفني والرقصات الفلكلورية في شبه الجزيرة العربية. فباستخدام النحت الناعم والصوت ومشاركة مجتمعي من النساء، أهدف إلى خلق عمل رمزي يعبر عن تجربة المرأة السعودية اليوم. من خلال  عمل فني مستوحى من الرقص العربي التقليدي.

لا يزال تاريخ الرقص والغناء النسائي غير موثق بشكل كافٍ في مجال الموسيقى الفلكلورية السعودية. لذلك اخترت أن أستلهم من بنية رقصتين وطنيتين بارزتين هما العرضة والدحة اللتان يؤديهما الرجال تقليديًا. كانت هاتان الرقصتان المتجذرتان في الأصوات والرموز القوية تاريخيًا بمثابة تعبير عن الترهيب والوحدة في أوقات التغيير والمواجهة. وبمرور الوقت، تحولت هذه الرقصات إلى تقاليد عزيزة تدل على الاحتفال والفخر الوطني. تتألف الرقصات عادةً من صفين من الرجال الذين يغنون أو ينخرون أو يصفقون معًا ليصدروا أصواتًا موحدة تهدف إلى ترهيب العدو أو رفع روح الاحتفالات. وعادة ما يكون في وسط الرقصة العنصر المحفز، إما شاعر أو راقص.

أغنية المعركة هي صوت دندنة ستؤديها مئات النساء من خلال ورش عمل تشاركية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. ستكون الأغنية صوتًا عميقًا وشاعريًا متناغمًا مع همهمة الكثبان الرملية في الربع الخالي. 

 

سيأخذ مركز الرقصة شكل وردة الصحراء، وهي منحوتة ناعمة تشبه البلورة الموجودة في مسقط رأسي في الظهران. لقد بحثت وأنشأتُ العديد من الأعمال الفنية استناداً إلى هذه البلورة، ورسمت روابط بين خصائصها الفيزيائية ودلالاتها الميتافيزيقية. سيكون لجسم وردة الصحراء حواف غامقة مرسومة يدوياً مثل مسحات الفحم. سأطبع على سطح ”البتلات“ بالشاشة الحريرية مجموعة من النصوص وأغلفة الكتب وقصاصات الأخبار، المحلية والعالمية، التي تتناول المرأة السعودية أو مكتوبة عنها. ألفت الانتباه إلى غياب صوتها في هذا الإعلام النشاز الذي لا يريد أن يركز على صوتها.

 

 

سأختتم هذا العمل الفني بمحاولة لإيصال صوتي وصوت النساء إلى قلب هذا العمل الفني. سأجمع كلمات ورسومات النساء اللاتي سيغنين أغنية المعركة وأضعها فوق البتلات التي تغطي وتحجب الكولاج الإعلامي.